کد مطلب:109878 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:141
فی صفة النبی وأهل بیته وأتباع دینه، وفیها یعظ بالتقوی الرسول وأهله وأتباع دینه ابْتَعَثَهُ بِالنُّورِ الْمُضِیءِ، وَالْبُرهَانِ الْجَلیِّ، وَالْمِنْهَاجِ الْبَادِی، وَالْكِتَابِ الْهَادِی. أُسْرَتُهُ خَیْرُ أُسْرَةٍ، وَشَجَرَتُهُ خَیْرُ شَجَرَةٍ، أَغصَانُهَا مُعْتَدِلَةٌ، وَثِمَارُهَا مُتَهَدِّلَةٌ. مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَهِجْرَتُهُ بِطَیْبَةَ، عَلا بِهَا ذِكْرُهُ، وَامْتَدَّ مِنْهَا صَوْتُهُ. أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِیَةٍ، وَمَوْعِظَةٍ شَافِیةٍ، وَدَعْوَةٍ مُتَلافِیَةٍ. أَظْهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ الْمَجْهُولَةَ، وَقَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ، وَبَیَّنَ بِهِ الْأَحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ. فَـ (مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الاسْلامِ دِیناً) تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ، وَتَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ، وَتَعْظُمْ كَبْوَتُهُ، وَیَكُنْ مَآبُهُ إلَی الْحُزْنِ الطَّوِیلِ وَالْعَذَابِ الْوَبیلِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَی اللهِ تَوَكُّلَ الْإِنَابَةِ إلَیْهِ، وَأَسْتَرْشِدُهُ السَّبِیلَ المُؤَدِّیَةَ إلی جَنَّتِهِ، الْقَاصِدَةَ إلی مَحَلِّ رَغْبَتِهِ. النصح بالتّقوی أُوصِیكُمْ عِبَادَاللهِ، بِتَقْوَی اللهِ وَطَاعَتِهِ، فَإنَّهَا النَّجَاةُ غَداً، وَالْمَنْجَاةُ أَبَداً. رَهَّبَ فَأبْلَغَ، وَرَغَّبَ فَأَسْبَغَ، وَوَصَفَ لَكُمُ الدُّنْیَا وَانْقِطَاعَهَا، وَزَوَالَهَا وَانْتِقَا لَهَا. فَأَعْرِضُوا عَمَّا یُعْجِبُكُمْ فِیهَا لِقِلَّةِ مَا یَصْحَبُكُمْ مِنْهَا، أَقْرَبُ دَارٍ مِنْ سَخَطِ اللهِ، وَأَبْعَدُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللهِ! فَغُضُّوا عَنْكُمْ ـ عِبَادَاللهِ ـ غُمُومَهَا وَأَشْغَالَهَا، لِمَا قَدْ أَیْقَنْتُمْ بِهِ مِنْ فِرَاقِهَا وَتَصَرُّفِ حَالاَتِهَا. فَاحْذَروُهَا حَذَرَ الشَّفِیقِ النَّاصِحِ، وَالْمُجِدِّ الْكَادِحِ، وَاعْتَبِرُوا بِمَا قَدْ رَأَیْتُمْ مِنْ مَصَارعِ الْقُرُونِ قَبْلَكُمْ: قَدْ تَزَایَلَتْ أَوْصَالُهُمْ، وَزَالَتْ أسْمَاعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ، وَذَهَبَ شَرَفُهُمْ وَعِزُّهُمْ، وَانْقَطَعَ سُرُورُهُمْ وَنَعِیمُهُمْ; فَبُدِّلُوا بِقُرْبِ الْأَوْلاَدِ فَقْدَهَا، وَبِصُحْبَةِ الْأَزْوَاجِ مُفَارَقتَهَا. لاَ یَتَفَاخَرُونَ، وَلاَ یَتَنَاصَرُونَ، وَلاَ یَتَنَاسَلُونَ، وَلاَ یَتَزَاوَرُونَ، وَلاَ یَتَحَاوَرُونَ. فَاحْذَروُا، عِبَادَاللهِ، حَذَرَ الْغَالِبِ لِنَفْسِهِ، الْمَانِعِ لِشَهْوَتِهِ، النَّاظِرِ بِعَقْلِهِ; فَإنَّ الْأَمْرَ وَاضِحٌ، وَالْعَلَمَ قَائِمٌ، وَالطَّرِیقَ جَدَدٌ، وَالسَّبِیلَ قَصْدٌ.
ومن خطبة له علیه السلام